{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
إن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق ولكن هذه الحقيقة ـ ككل حقائق العقيدة ـ لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا؛ فمَنْ ذاقَ عَرف. إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة ، ولكنه الهوى الذي يحول بين الحق والفطرة، والهوى لا تدفعه الحجة وإنما تدفعه التقوى...تدفعه مخافة الله ومراقبته في السر والعلن، ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة ويرفع اللبس ويكشف الطريق. وهو أمر لا يقدر بثمن ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب ثم يضيف إليهما الفضل العظيم. ألا إنه العطاء العميم الذي لا يعطيه إلا الرب الكريم ذو الفضل العظيم.