تفسير ايه إنا أعطيناك الكوثر
قال الله تعالى( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ {1} فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ {2} إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )
يقول المفسرون في سبب نزول سورة الكوثر:
أن أحد المشركين، وهو العاص بن وائل، التقى يوماً برسول الله (صلى الله عليه وآله) عند باب المسجد الحرام، فتحدّث مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وذلك بمرأى من جماعة من قريش، وهم جلوس في المسجد الحرام، فما أن أتمَّ حديثه مع الرسول (صلى الله عليه وآله) وفارقه، جاء إلى أولئك الجالسين، فقالوا له: من كنت تُحَدِّث؟
قال: ذلك الأبتر، وكان مقصوده من هذا الكلام أن النبي (صلى الله عليه وآله) ليس له أولاد وعقب،فتألم الرسول(ص) لذلك, فكان هذا سبباً لنزول جبرئيل بسورة الكوثر وهي : (إنا أعطيناك الكوثر فصلِّ لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر) رَدّاً على العاص الذي زعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) أبتر.
فما معنى الكوثر؟
الكوثر هو وصف يدل على المبالغة في الكثرة وأصل كلمة الكوثر يعني الكثير أي الكثرة في كل شي وإنَّ للمفسرين آراءً في معنى الكوثر منها:
( النبوّة,القرآن ,العلم, نهر في الجنة, الحوض, الشفاعة) إلى غيرها من الأقوال في معنى الكوثر، لكنَّ جميع ما قيل في معنى الكوثر يندرج تحت عنوان الخير الكثير، فلا تناقض بين الأقوال إذن.
وهنا في هذه الآية الكوثر تعني الذرية , والكوثر هنا هي فاطمة الزهراء(ع)
بل وإنّ هذا الرأي أرجحُ ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي (صلى الله عليه وآله) بعدم استمرار نسله .
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره: الكوثر أولاده (صلى الله عليه وآله) من فاطمة الزهراء (ع)، لأن هذه السورة إنما نزلت رَدّاً على مَن عَابَهُ (صلى الله عليه وآله) بعدم الأولاد.
فنزلت الآية الكريمة لتبعث السرور في قلب رسول الله (ص) ولترفع من تألّمه ,
وكل آية في القرآن إنما يفسّرها ماقبلها .
وقد ظهر ذلك في نسله (صلى الله عليه وآله) من ولد فاطمة (عليها السلام)، إذ لا ينحصر عددهم، بل يتَّصل بحمْد الله إلى آخر الدهر ، وهذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة.
وماكان من علم علمائنا الكرام إلا من نتاج هذا الكوثر وهم أهل البيت ( عليهم السلام)
وصل اللهم على محمد وآل محمد