رسالة إلى معتكف..!!
أخي المعتكف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنيئا
لك أيها المعتكف؛ يا مَنْ تفرغت للعبادة وتركت الأهل والأحباب والأصدقاء
والخلان والمال والأعمال، وألزمت نفسك بيت الله تعالى لتعبده وتذكره ..
هنيئا لك يا مَنْ تفرغت للعبادة والذكر وقراءة القرآن هنيئا ثم هنيئا ثم
هنيئا لك .. أسأل الله أن يبارك لك في عمرك ووقتك ويتقبل منك.
أخي المعتكف:
أخي المعتكف : احرص على الذكر والقراءة والصلاة والعبادة ، وتجنب
ما لا يعينك من حديث الدنيا، ولا بأس أن تتحدث بحديث مباح مع أهلك أو
غيرهم لمصلحة، لحديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (كان
النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيتُه أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت
لأنقلب " أي لأنصرف إلى بيتي " فقام النبي صلى الله عليه وسلم معي ...) [ متفق عليه ] .
أخي المعتكف :
إن كان معك رفقه، فاختر الرفقة التي تعينك على الطاعة وتشد أزرك
وتحرص على الخير واستغلال الأوقات وعمارتها بالعبادة، وتجنب الذين تضيع
أوقاتهم في حديث وكلام. وبعض المعتكفين إذا كانوا جماعة يظهر عليهم الجد
في أول الأيام، ثم يتراخون ويتكاسلون، وتراهم كثيراً ما تضيع أوقاتهم في
أحاديث لا فائدة من ورائها، وقد ينجرُّ الحديث إلى أمور محرمة من غيبة أو
غيرها.
أخي المسلم :
الاعتكاف سنة، والمحافظة على بيتك وأبنائك من الواجبات، فاحذر أن
تضيع الأهم وتفرط في أمر الرعاية، بل اجمع بين الأمرين ، واحرص على
ابتعادهم عن مواطن الفتن، ولا يكن اعتكافك فيه ضياع لحقوق واجبة. وإن تيسر
أن يصحبك أبناؤك في الاعتكاف؛ فإن في ذلك طريق تربية، وراحة نفسية لك،
وأُلفة بينكم، وتعويد لهم على العبادة؛ وإن صعب الأمر عليهم فلا أقل من
ليلة يعتكفون فيها معك، وأجزل لهم العطية وشجعهم على ذلك .
أخي الموفق :
مواسم الطاعات محطات يتزود فيها المسافر إلى جنة عرضها السموات
والأرض ، فكن من العقلاء الفطناء الذين لا تفوتهم هذه الفرص وهذه المحطات
إلا وقد نالوا من نفحات الرب وجزيل الأجر وعظيم المثوبة . ثم احرص على
نيتك في الاعتكاف، وابتعد عن المباهاة والرياء ، وحب المدح والثناء، وإياك
والعُجب بأعمالك، واحرص علي أن تكون أعمالك خالصة لله عز وجل
قال تعالى :
{وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ}
وفي الحديث المشهور :
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. ))
[ متفق عليه ] .
ومما يُعينك على ذلك اختيار المسجد الذي لا تعرف فيه أحداً ولا يعرفك أحد،
ولا حاجة لك أن تعلن اعتكافك على الملأ في يوم العيد أو بعده! أقر الله عينك بالعبادة وجعلك من الفائزين المقبولين،
والسلام عليكم ورحمة الله