بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل أن يرتد إليك طرفك
عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين بسرعة تجاوزت 10 آلاف كيلومتر في الثانية
يضيف هذا الموضوع اضافه مهمة وهى مقدار سرعة انتقال عرش بلقيس وسرعة الناقل
الذي يملك علم من الكتاب من خلال معرفه سرعة ارتداد الطرف-جفن العين-
ومعرفه المسافة بين اليمن وفلسطين. قال تعالى ( قال ياأيها الملأ أيكم
يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ( 38 ) قال عفريت من الجن أنا آتيك به
قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ( 39 ) قال الذي عنده علم من
الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من
فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي
غني كريم ( 40 ) ) . صدق الله العظيم - سوره النمل –ايه 40،، ترى ما الذي
قصد إليه سليمان – عليه السلام – من استحضار عرشها قبل مجيئها مسلمه مع
قومها ؟ نرجح أن هذه كانت وسيله لعرض مظاهر القوه الخارقة التي تؤيده ،
لتؤثر في قلب الملكة وتقودها إلى الإيمان بالله ، والإذعان لدعوته. و قد
عرض عفريت من الجن أن يأتيه به قيل انقضاء جلسته هذه . وكان يجلس للحكم
والقضاء من الصبح إلى الظهر فيما يروى . فاستطول سليمان هذه الفترة
واستبطأها – فيما يبدو – فإذا ( الذي عنده علم من الكتاب ) يعرض أن يأتي به
في غمضه عين قبل أن يرتد إليه طرفه ، ولا يذكر اسمه ، ولا الكتاب الذي
عنده علم منه . إنما نفهم انه رجل مؤمن على اتصال بالله ، موهوب سر من الله
يستمد به من القوة الكبرى التي لا تقف لها الحواجز والأبعاد . وهو أمر
يشاهد أحيانا على أيدي بعض المتصلين ، ولم يكشف سره ولا تعليله، لأنه خارج
عن مألوف البشر في حياتهم العادية . وهذا أقصى ما يقال في الدائرة
المأمونة التي لا تخرج إلى عالم الأساطير والخرافات . ولقد جرى بعض
المفسرين وراء قوله : ( عنده علم من الكتاب ) فقال بعضهم : انه التوراة .
وقال بعضهم : انه كان يعرف اسم الله الأعظم . وقال بعضهم غير هذا وذاك .
وليس فيما قيل تفسير و لا تعليل مستيقن . والأمر أيسر من هذا كله حين ننظر
إليه بمنظار الواقع ، فكم في هذا الكون من أسرار لا نعلمها ، وكم فيه من
قوى لا نستخدمها . وكم في النفس البشرية من أسرار كذلك وقوى لا نهتدي
إليها . فحيثما أراد الله هدى من يريد الى أحد هذه الأسرارو الى واحده من
هذه القوى فجاءت الخارقة التي لا تقع في مألوف الحياة ، وجرت بأذن الله
وتدبيره وتسخيره ، حيث لا يملك من لم يرد الله أن يجريها على يديه أن
يجريها . و هذا الذي عنده علم من الكتاب ، كانت نفسه مهيأة بسبب ما عنده
من العلم ، أن تتصل ببعض الأسرار و القوى الكونية التي تتم بها تلك
الخارقة التي تمت على يده ، لان ما عنده من علم الكتاب وصل قلبه بربه على
نحو يهيئه للتلقي ، ولاستخدام ما وهبه الله من قوى وأسرار . وقد ذكر بعض
المفسرين أنه هو سليمان نفسه –عليه السلام – ونحن نرجح أنه غيره . فلو كان
هو لأظهره السياق باسمه . ولما أخفاه والقصة عنه ، ولا داعي لإخفاء اسمه
فيما عند هذا الموقف الباهر . وبعضهم قال : إن اسمه اصيا ابن برخيا ولا
دليل عليه .(1) ويرى بعض المفسرين في قوله ( أنا آتيك به قيل أن يرتد إليك
طرفك ) أي ارفع بصرك وانظر مد بصرك مما تقدر عليه فانك لا يكل بصرك إلا
وهو حاضر عندك (2) (3) العلم الحديث يبين سرعه حركات الجفن : ويقسم حركات
الجفن عند الإغماض الى ثلاث حركات 1 إغلاق الجفن (هبوطه ) وسرعته خمسة من
مائة من الثانيه 2 سكون الجفن (يظل الجفن مغلقا) وبقائه ساكن مدة خمسة
عشرة من المائة من الثانيه 3 ارتداد الجفن ( ارتفاعه ) وسرعته عشرين من
مائة من الثانيه أخذت هذه القياسات باستعمال التصوير السينمائي( 4) -
وبهذا يكون سرعة قبل ارتداد الطرف هي مجموع سرعة إغلاق الجفن وسكونه
وتساوى اثنين من عشره من الثانية - ا لمسافة بين اليمن وفلسطين تساوى
تقريبا ألفى كيلومتر (5) - و السرعة تساوى المسافة على الزمن - فيكون
الناقل ( الذي عنده علم من الكتاب )قد قطع أربعة ألاف كيلومتر وهى المسافة
بين فلسطين واليمن ذهاب وإياب في مده من الزمن قدرها اثنين من عشرة من
الثانية فتكون سرعته تقريبا عشرين ألف كيلومتر في الثانية وتكون سرعة
انتقال العرش هي نفس سرعة الناقل تقريبا أي عشرين ألف كيلو متر في الثانيه
. وربما أن سرعه انتقال عرش بلقيس نصف ذلك أي عشره آلاف كيلومتر في ثانية
إذا كان انتقال عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين بدون حضور الناقل إليه.
هذا والله أعلم .
سبحان الله العظيم
لاتنسوني من دعائكم