بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه كَم مِنّا قَد جُرِّب الشّعَوَرَبِالسُّقُوط مِن مَكَان مُرْتَفِع
عِنْد بَدْء الْدُّخُوْل فِي الْنَّوْم وَاسْتَيْقَظ بَعُد ذَلِك عَلَى وَقْعـ اهْتِزَاز جِسْمِه لِيَجِد نَفْسَه يَرْقُد فِي فِرَاشِه
وَكُل مَا حَوْلَه سَاكِن...
فَتَعَوَّذ بِالْلَّه مِن الْشَيْطَان الْرَّجِيْم ثُم انْقَلَب عَلَى جَنْبِه الْآَخَر لِيُكْمِل نَوْمِه.
لَابُد أَن الْجَّمِيْع قَد مَر بِهَذِه الْتَّجْرِبَة وَتَسَاءَل حِيْنَهَا
مَاذَا حَدَث لِي خِلَال الْنَوْم وَهَل كُنْت أَحْلُم أَم أَن هُنَاك أَمْرَا غَيْر طَبِيْعِي حَدَث فِي جِسْمِي
وَسَبَب لِي ذَلِك الْإِحْسَاس .
هَذِه ظَاهِرَة مَعْرُوْفَة لَدَى الْمُخْتَصِّين فِي طِبـ الْنَّوْم وَتُعْرَفـ بِاهْتِزَازَات
بِدَايَّة الْنَّوْم (Hypnic jerks) وَهِي عِبَارَة عَن انْتِفَاضَة لَا إِرَادِيَة تَحْدُث عِنْد الِانْتِقَال مِن الْيَقَظَة
إِلَى الْنَّوْم وَيَشْعُر خِلَالَهَا الْشَّخْص بِأَنَّه سَقَط وَيُصَاحِبُهَا حَرَكَة مُفَاجِئَة فِي الْجِسْم قَد يُشْعِر بِهَا الْشَّخْص
الَّذِي يُشَارَك الْمُصَاب فِي الْسَّرِيْر.
وَهَذِه الْحَرَكَة لَا تُحَدِّث فِي مَرْحَلَة الْأَحْلَام وَلَكِن تُحَدِّثـ عِنْد الِانْتِقَال مِن الاسْتِيْقَاظ إِلَى الْمَرْحَلَة الْأُوْلَى
مِن الْنَّوْم وَهِي الْمَرْحَلَة الانْتِقَالِيَّة الَّتِي يَمُر بِهَا الْنَّائِم قَبْل الْتَّقَدُّم إِلَى مَرَاحِل الْنَّوْم الْمُتَقَدِّمَة
وَهِي مَرْحَلَة بَيْن الْنَّوْم وَالْيَقَظَة. وَتُسَبِّبـ الاهْتِزَازَات الَّتِي تُصَاحِبـ الْشُّعُوْر بِالْسُّقُوط الِاسْتِيْقَاظ
مِن الْنَّوْم مَصْحُوبَا بَشْعُوُر مِن الْفَزَع اللَحَظّي يُدْرِك بَعُد الْشَّخْص انَّه رُّبَمَا كَان يَحْلُم.
وَعَادَة لَا يَجِد الْشَخَص صُعُوْبَة فِي الْعَوْدَة مُرَّة أُخْرَى لِلْنَّوْم.
وَلَا يُعْرَفـ الْسَّبَب الْحَقِيقِي لِهَذَا الْظَّاهِرَة
وَلَكِنـ هُنَاك عِدَّة نَظَرِيَّات مِنْهَا أَن هَذِه الْظَّاهِرَة
نَاتِجَة عَن الارْتِخَاء الْطَّبِيْعِي لِّعَضَلَات الْجَسْم أَثْنَاء الْدُّخُوْل فِي الْنَّوْم
مِمَّا قَد يُفَسِّرُه الْمُخ عِنْد بَدْء النَّوْم عَلَى انَّه نَوْع مِن الْسُّقُوط.
وَتَزْدَاد الْظَّاهِرَة عِنْد الْأَشْخَاص الْمُنْهَكِيْن أَو الَّذِيْن حُرِمُوْا مِن الْنَّوْم لِسَاعَات طَوِيْلَة
أَي الْأَشْخَاص الْمُنْهَكِيْن الَّذِيْن يُحَاوِلُوْن مُقَاوِمَة الْنَّوْم. أَي أَنَّهَا قَد تَحْدُث بِصُوْرَة أَكْبَر
لِمَن بَقِي صَاحِيا لِمُدَّة 24سَاعَة أَو اكْثَر.
كَمَا انَهَا تَزْدَاد عِنْد الْنَّوْم فِي أَوْضَاع غَيْر مُنَاسِبَة مِثْل الْنَّوْم جَالِسا.
وَتُحَدِّثـ هَذِه الْظَّاهِرَة مَرَّة او مَرَّتَيْن فِي الْلَّيْلَة وَلَكِنَّهَا عِنْد الْأَغْلَبِيَّة تُحَدِّث عَلَى فَتَرَاتـ مُتَبَاعِدَة
وَيَبْدُو أَن هَذِه الْظَّاهِرَة تُصِيْب جَمِيْع الْفِئَاتـ الْعُمَرِيّة بِلَا اسْتِثْنَاء
وَتُعْتَبَر ظَاهِرَة حَمِيْدَة وَلَا تَحْتَاج لِأَي عَلَاج يُنْصَح الَّذِيْن يُعَانُوْن
مِن تَكَرُّر الْمُشْكِلَة بِالْبُعْد عَن الْإِجْهَاد وَالْسَّهَر.
فِي امَان الْلَّه وَرِعَايَتِه ..