كلابٌ تعوي،
تمد ذيولها تخنق الوطن،
تحمل سيوفها، تحمل الكفن.
دبابة تنظر بعينٍ واحدة،
ترفع العلم الملون بدماء الشهداء،
جنود يقفون تحت أشجار الظل، ينتظرون جثة الوطن.
مصافحةٌ بين عدوين اتفقا،
جلسا في حدائق الزمن المفقود،
اقتسما أعشاب البحر،
وكتبا أسميْهما على حوائط النجوم.
الزهرة الصغيرة تناضل،
تحوم حولها الكلاب، والجنود، والعدوان.
يا أيها الشبح الخفي،
فلتمت،
فالخلود مكتوب لنا،
مرسوم على جدران التاريخ..
وأنت شمسك ماتت،
هُزمت من ندى زهرة صغيرة.
سأبعث مع شعاع الشمس،
أمتزج بدموع أمي،
ودموع شيخ يبكي من خشية الله،
يعشش بقلبه نوره،
يحمل بيده آلة المستقبل،
ويحطم تمثال الجمود.
سأبعث مع حبات الرمال،
أطمس عيوناً لا تحلق،
تجلس في الماضي بلا عقل.
الجمل يخترق أرض الوطن،
يأكل عشبه،
يشرب ماءه،
يدهس زهرة ضعيفة في الميدان،
فتأخذ قوتها من شعاع الوطن،
ومن دمع أمٍ انتظرت وليدها ليتسلق جدار الحلم،
فصعد جدران السماء.
سقط الجمل، وسقط العسكر
سقطت وجوه فخارية..
وبقيت الزهرة.
أسير في صحراء الوطن،
أنثر دموع قلبي النازف،
فتخضر الصحراء،
تنبت زهوراً مضيئة،
تحمي الوطن.
الساعة تدق الثانية عشرة
ذهبت سندريلا،
لم تترك حذاءها،
لم تترك بصمة يدها،
اختفت على أسنة الرماح،
وبداخل فوهات أسلحة العسكر المحايدة.
لن يضيع الوطن،
فالنور أتى،
لن يعود،
لقد تحطمت تماثيل الخوف،
ونزع من القلب نبتة اليأس.
لا تبكِ أيها الفارس،
سيأتي المدد،
عابراً بحار الثورة،
يحمل زهوراً باسمة،
يحمل رسائل كتبت بحبر العزيمة.
قُطعتْ ذراعي في الميدان،
فاستندت على عكاز الوطن،
فنبتت لي يدٌ نورانية،
تسقي الزهرة،
وتعطي الشمس بريق الحلم.