رغيف الخبز
خصص عبدالله وصديق له قطعه ارض من الحكومه لبناء مخبز لانتاج الخبز في قريه
صغيره في قري الدلتا بمصر بذل الصديقان جهدا كبيرا لبناء المخبز وبعد
عامين اكتمل البناء ليجد الصعوبه الكبري ويحتاج الامر الي رشاوي ومحسوبيات
لتشغيل المخبز خبز مدعوم رفض عبدالله ذلك التوجه الفاسد وحاول صديقه ان
يقنعه لكنه فشل توصل الصديقان الي قرار بيع المخبز لثالث صاحب نفوذ.
نجح الشخص الثالث في اعاده تجهيز المخبز واستخدم نفوذه الواسع والرشاوي
المطلوبه حسب ما افاده هو وبدأ تشغيل المخبز تكالبت عليه كل الادارات
والبلاد المجاوره ترغب في اخذ نصيبها من انتاج المخبز واستنجد صاحب المخبز
بكل ابناء القريه ليقفوا بجواره وقف الجميع معا ونجحوا في ان يجعلوا لهم
حصه مناسبه في انتاج المخبز وبعد ايام قلائل من التشغيل استنجد صاحب المخبز
باهل القريه ان يساعدوه لانه يجد صعوبات في الحصول عل حصته من الدقيق ولكن
لم يستطع احد مساعدته حيث ان نفوذه ومعارفه ورشاويه يمكنها ان تدبر له
امره .
بعد ايام قلائل استدار صاحب المخبز علي القريه وكل المنتفعين من انتاج المخبز بان قلل من حجم الرغيف بمقدار الثلث تقريبا.
تحدث جميع افراد القريه الي عبدالله عن حجم الرغيف , شخصان , ثلاثه عن
الامر سالهم عبدالله هل راي احدكم الوزن ؟ افاد فلان وفلان ان نعم
...بانفسكم؟ نعم بانفسنا!! ولماذا لا تتكلمون مع صاحب المخبز ؟
مرت ايام وايام واستقر الوزن عند النقص المعتاد 30 \35 جرام عن الوزن الاصلي 110 جم .
جلس عبدالله يفكر في الامر ماذا يفعل كيف يصحح هذا الامر دعا الله كثيرا ان
يرشده الي ما يحبه ويرضاه بحث عبدالله في شبكه المعلومات وسال اصدقاء
وعاملون ورقابيون في الامر حتي يستوضح تفاصيل الامر ووجد ان كل صاحب مخبز
ياخذ حافز عن كل جوال دقيق يخبزه كل يوم مقداره خمس جنيهات وانه باضافه
الماء والملح والخميره ينتج لصاحب المخبز زياده في الوزن تقدر بنسبه 1:10
من وزن الرغيف مما يعطيه زياده في عدد الارغفه المنتجه يوميا وهذه هي
الزياده القانونيه التي تغطي تكاليف العمل وتحقق له الربح.
حسنا اذن هذا هو الامر تعلم الدوله ان المحافظه علي الاتزام بالمواصفات
المتفق عليها مع صاحب المخبز تجعل هامش ربحه محدود جدا ولذلك اضافت له
الحافز المال المذكور اعلاه اذا ما التزم طوال الشهر بتعاقده مع الاداره
علي المواصفات المطلوبه بحث عبدالله عن اقرب شخص ذو صله وثيقه بصاحب المخبز
ليحادثه اولا حتي يستكشف الامر انتهز فرصه وجود هذا الصديق وزملاء اخرون
عاونوهما في تجهيزات واداره المخبز وسالهم هل ناقشتم مشكله المخبز
الجديد.... أي مشكله تعني؟ رد عبدالله مشكله التوزيع العادل للخبز ووزن
الرغيف .
البيوت الخاويه ياخذ لاصحابها جيرانهم خبزا يوميا ويقدمونه لمواشيهم
وطيورهم رغم ان الدوله تدفع لدعم الخبز 6600مليون جنيه سنويا في حين ياخذ
بعض الافراد في القريه المجاوره لهذه القريه 6 ارغفه من الخبز يوم بعد يوم
ويدفع ضعف ثمنهم تقريبا ..... هذه المشكله الاولي
اما الثانيه.... ان حجم رغيف الخبز فقد ثلثه تقريبا فوجئ عبدالله بثوره
عارمه واتهامات شخصيه وهجوم عليه بانه لايفعل أي شئ سوي الكلام وان صاحب
المخبز يعاني "الامرين" حتي يحصل علي حصته من الدقيق يوميا وان العماله
تتكلف كثيرا فكان ان اختار بين ان يبيع جزء من حصته في السوق السوداء او
يقلل حجم الرغيف وكان ان اختار الاخيره وقلل حجم الرغيف عده جرامات قليله
حتي لا يتعرض للخسائر اليوميه ويستطيع الاستمرار ..... رد عبدالله قائلا
بان كل اهل القريه الذن كان لهم فرصه الدخول للمخبز افادوا بانهم راو الوزن
يقل بمقدار 30:35 ازداد جنون صديق صاحب المخبز وهاجم عبدالله واهانه شخصيا
وانصرف غاضبا .
حسنا قال عبدالله لجميع الحاضرين من اهل القريه ومنهم من هو يعمل في داخل
المخبز ومقرب من صاحبه ومنهم من يدير عمليه التوزيع حسنا اما التوزيع
فانني احملكم المسؤوليه امام الله ان تساوو بين المقيمين في القريه
والمقيمين في القري والعزب المجاوره واللذين يقع المخبز في دائرتهم حسب
تعاقد الترخيص الذي اصدرته السلطات لصاحب المخبز وان يحصل الجميع علي نسب
متساويه من ارغفه الخبز اما الوزن فانه ينبغي ان يعود تدريجيا لحجمه المتفق
والمتعاقد عليه مع الاداره .
هنا اندفع احد الحاضرين وهو ممن يعملون مع صاحب المخبز عن كثب الي احد
المحلات المجاوره وطلب عدد من الارغفه من صاحب المحل وقام بوزنها بنفسه
وذلك بعد ان اقسم لعبدالله انه لم يري الوزن رغم انه يعمل في المخبز وعاد
وقال نعم الوزن ما بين 75:85 جم بدلا من 110 جم من الرغيف.
حاول عبدالله ان يلطف الامر ووعد بان يحدث صاحب المخبز بنفسه علي الرغم من
انه تيقن من ان صاحبه وصديقه الحميم سوف يخبره بما جري كما وعد عبدالله بان
يزور الاخ صديق صاحب المخبز ويسترضيه حتي لا يكون غاضبا
في اليوم التالي ذهب عبدالله الي صديق صاحب المخبز في منزله وحاول ان
يسترضيه فقال لعبدالله ارجوك لاتغضب مني انا سريع الغضب لكنني احبك !! لكن
بالله عليك ماذا تفعل لو كنت مكان صاحب المخبز انه لا يستطيع ان يحصل علي
حصته كامله الا بشق الانفس كما انه لو عمل بنفس التعاقد مع الاداره لن يربح
شيئا يذكر اخذ عبدالله يشرح له بان الامر يتعلق بسوء الاداره وعدم اداره
المخبز بشكل جيد كذلك سوء العماله وانه ليس معني بان صاحب المخبز يتعرض
لمضايقات من اداره الدقيق يستطيع ردها عن نفسه بنفوذه الذي يدعيه ولا ينبغي
ان يحاول علي المستهلك الفقير المعدم الذي يشتري الرغيف وياخذ منه ثلث
رغيفه وزنا ! هذا منتهي الظلم ووعد عبدالله ان يحدث صاحب المخبز لاحقا
وتراضيا وانصرف عبدالله من امام بيت صديق صاحب المخبز بعد ان ارضاه وهدأ من
غضبه.
ذهب عبدالله الي بيته واتصل بالمسؤول الاول عن توزيع الخبز وقدم له
مقترحاته في ما يخص العدل في توزيع الخبز واستشهد الله انه قد نصحه بان لا
يتلقي خبز في القريه التي بها المخبز سوي مائه وعشرون اسره فقط كما قام
عبدالله بالحصر بنفسه بيتا بيتا والا يتمايز اهل القريه عن غيرهم من القري
المجاوره الواقعه في النطاق الجغرافي في المخبز وان يقابل صاحب المخبز
ويطلب منه عوده رغيف الخبز الي وزنه المتعاقد عليه 110جم للرغيف لان هذا
ظلم للمستحقين بمقدار الثلث تقريبا ووعد المسؤول الاول عن التوزيع بتنفيذ
ذلك.
في اليوم التالي اجتمع المسؤول الاول مع فريق التوزيع وعدد من اهل القري
واتخذوا بالفعل عده قرارات باصلاح بعض الخلل الفاضح في التوزيع فورا ولم
يتم شئ بخصوص وزن الرغيف .
اتصل المسؤول الاول بعبدالله وافاده بما حدث كما افاده بانه لم يثر موضوع
وزن الرغيف لانه ليس جهه رقابيه وان مسؤوليته فقط تنحصر في التوزيع .
بات عبدالله ليلته حزينا لان بعض الخلل فقط تم اصلاحه ولم يتم اصلاح الجزء
الاخر من الخلل ولم تجدي محاوراته مع المسؤول الاول عن الخبز شئ بخصوص وزن
الرغيف.
في اليوم التالي قابل عبدالله المسؤرول الثاني للتوزيع الخبز وشرح له ماحدث
وطالبه بان يفعل شئ نحو وزن الرغيف ووعد بان يحادث صاحب المخبز.
وبعد عوده عبدالله الي المنزل اخذ يفكر في الامر بجديه ويبحث في كافه جوانب
نقص الرغيف ثم هداه الله ان يستشرف الامر حسابيا ليري حجم الخطب
اذا افترضنا جدلا ان حجم حصه الدقيق للمخبز 600كجم دقيق يوميا وان حجم
الرغيف المتعاقد عليه مع الجهات الاداريه وجهات الترخيص والرقابه هي 110جم
للرغيف وان الحصه تنتج 6600رغيف يوميا فاذا تم انقاص حجم الرغيف بمقدار
30جم فان صاحب المخبز سوف تكون اجماليات تجاوزه كما يلي
30جم نقص في حجم الرغيف × حصه المخبز يوميا 6600 رغيف = 198000 جم دقيق يوميا أي مايقرب من 200 كجم أي ثلث حصه الدقيق 600كجم دقيق
فلوقام صاحب المخبز بخبز هذه الكميه التي تم توفيرها كما افاد المسؤول
الثاني للتوزيع لعبدالله انه يستلم في ايام عده حصه يوميه تفوق 8000رغيف من
صاحب المخبز وعلي ذلك
198000جم دقيق / 80 جم حجم الرغيف طبقا لمواصفات صاحب المخبز يكون الناتج
2475 رغيف اضافي لصاحب الفرن يوميا × 5قروش سعر الرغيف يكون اجمالي المال
الداخل لصاحب الفرن نتيجه انقاص حجم الرغيف 123.75 جنيه يوميا .
وعلي ذلك يكون دخله السنوي الاضافي نتيجه انقاص وزن الرغيف 44550 أي انقاص
حجم الرغيف فقط 30 جم يمكن ان يكون مردودها لصاحب المخبز ثمن المخبز كاملا
في ثلاث او اربع سنوات !!
اما اذا انقص صاحب المخبز بمقدار 35جم وهو ما يحدث في غالب الايام حسبما
افاد لعبدالله عديدون في القريه فانه يحصل في السنه علي 55440
اخذ عبدالله ينظر الي هذه الارقام وازداد جنونه واصر ان يفعل شيئا حتي يبرا ساحته امام الله.
ثم هداه الله ان ينظر في الامر كم يعود علي كل اسره في القريه من حجم هذه المخالفه فوجد العجب العجاب !!
اذا مااقتطع صاحب المخبز 30جم من رغيف الخبز تخسر كل اسره في القريه كما يلي
30جم مستقطع من الرغيف ×20 رغيف حصه كل اسره يوميا = 600جم /80جم وزن
الرغيف = 7.5 رغيف تخسرها الاسره يوميا لصالح صاحب المخبز في 30يوم =225
رغيف شهريا
أي ما يوازي 135 جنيه من كل اسره في السنه وهذا يعني ان صاحب المخبز اذا
ما استقام التوزيع بمبلغ 1جنيه لكل اسره لعدد 120 اسره في القريه كما حصرها
عبدالله بنفسه هذا يعني ان صاحب المخبز يستقطع من القريه مبلغ 16200 جنيه
سنويا !!!
هذا في حاله اذا كان المستقطع من الرغيف فقط 30 جم
ولم يحسب عبدالله بالطبع باقي القري والعزب حول القري ......... وحسبنا الله ونعم الوكيل
طار جنون عبدالله ولم ينم ليلته واقسم ان يفعل شيئا غدا ان شاء الله وطلب
من الله ان يرشده لما يحبه ويرضاه وبعد صلاه فجر اليوم التالي خرج عبدالله
ومعه اثنين من كبار رجالات المسجد في القريه وشاء الله ان يستقبله صاحب
المخبز في الطريق امام المخبز واستوقفهم بل وبادرهم بان وجه كلامه لعبدالله
قائلا ابحث لي يا شيخ عن فتوي تحل لي مشاكل الفرن فاجابه عبدالله بان سبب
مشاكله كلها هي وزن الرغيف بعد ان حاول مسؤلو التوزيع ضبط عمليه التوزيع
ومحاوله العدل الجزئي ...
استشاط صاحب المخبز وجن جنونه وحاول عبدالله ان يهدا من روعه وانه يحبه ولا
يريد ان يراه يغضب الله ولا ينصحه واخذ عبدالله يذكره بالله ويقول له ان
الله يقول "ولتكن منكم امه يدعون الي الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن
المنكر" كما ذكره بقوله تعالي "ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الي اهلها
" وغيرها من الايات الكثيره
غير انه لم يرتدع واخذ يحلف ويقسم طلقات ويسب ويلعن ويهذي خارجا عن شعوره
وحاول عبدالله مبتسما ان يهدأه وان الامر ايسر من ذلك وانه من اسره ثريه
وذات نفوذ وان هذا المخبز كان امانه عنده من الله ليساعد اولئك الفقراء في
تلك القري حوله ولكنه بدا يوجه الاهانات الشخصيه لعبد الله وانه يعيش في
الاحلام ولا يعرف أي شئ عن أي شئ وانه جالس حالم في مسجده والاخرون يعملون
وهم خير منه و اقسم انه لا يعرف كيف تعيش أسرة عبد الله معه........
استمر هذا الهجوم الشخصي علي عبدالله وهو ينتظر ان يهدا صاحب المخبز وحاول
عبدالله بالقول الللين والمدح -بدون نفاق- ان يفهمه انما يقصد النصيحه
لاخيه المسلم وانه لم يتوقف يوما عن الدعاء له لان صلاحه فيه فائده كبيره
لاهل القريه والقري المحيطه حيث انه يؤدي عمل عام ثم انصرف صاحب المخبز
تاركا عبدالله وصاحبيه واقفين بعد ان هدا قليلا
ولشده دهشه عبدالله ان صاحبيه وهم من كبار رجالات المسجد والقريه ولم
يتحدثا بكلمه واحده طوال هذه المعركه مع ان كليهما طالما حدثاه عن وزن
الرغيف ربما يوميا وانه لابد وان يفعل شيئا
استدار عبدالله نحو صاحبيه فوجد اكبرهما قد انصرف لياخذ حصته اليوميه
المعتاده من المخبز دون ان ينطق بكلمه واحده ونظر عبدالله الي اصغر صاحبيه
وساله لماذا لم تقل شيئا وتركتني وحدي ؟ فقال بكل بساطه لا شان لي !! انا
لم ارشيئا في المخبز ولم اري نقصا !
حسبنا الله ونعم الوكيل هكذا قال عبدالله في نفسه وانصرف الي منزله حزينا
ولكنه فرح ان الله قد استعمله في محاوله رفع الظلم عن عباده ومواجه ظالم
وتمعر وجهه لله للمره الثانيه واخذ يسال ربه ان يتقبل وان يرشده الي طريق
الرشاد حتي يستطيع ان يساعد اهل قريته
عند الظهر انار الله قلب عبدالله وبدات تظهر في راسه الخيوط الاولي للفجر
خيوط نور حل المشكله وبالفعل طلب المسؤول الثاني عن توزيع الخبز المنتج من
هذا المخبز واخبره بما فكر فيه من تفاصيل للخروج من هذه الازمه :
1. حصر بطاقات المنصرف من المخزن والتي افاد مسؤولي التوزيع بانها حوالي
470 بطاقه وتحصل كل بطاقه علي ما بين 20 رغيف للبطاقه في قريه المخبز وحتي 6
ارغفه يوم بعد يوم للقري المجاوره .....! فافاد عبدالله ان تقوم لجنه محو
الفقر (مسجد كل قرية) بتحديد أي هذه البطاقات في كل قريه هي التي تحتاج
فعلا الي رغيف الخبز المدعم وتعطي هذه البطاقات في كافه القري في نطاق
المخبز ما يكفيها من الخبز اليومي ثم يقسم الباقي علي كافه البطاقات من كل
القري بالتساوي ايا كان عدده وتودع قوائم بذلك وبالاسماء وبحصه المخبز من
الارغفه علي واجهه حجره التوزيع للشفافيه
2. يستخدم صاحب المخبز نفوذه وعلاقته في ان يحصل علي حصته من الدقيق كامله
وان يتحاشي بنفوذه كافه المضايقات وان فشل جزئيا او كليا في ذلك يتم حساب
خسارته اليوميه وتحول الي جرامات نقص في الخبز بمقدار يساوي الخساره بالضبط
حتي يستطيع الاستمرار وحتي يجعل الله لنا مخرجا
3. ضبط بطاقات توزيع الخبز باستبعاد البطاقات الصوريه واضافه ما تستحق
الاسر خارج قرية المخبز من بطاقات اضافيه والا يحصل أي مقيم فعلي في قريه
المخبز علي أي خبز اطلاقا الا بنفسه او من ينوب عنه
4. تكتب قائمه باسماء اصحاب البطاقات 470 اصحاب حصه المخبز من الخبز ويطلب
منهم مسامحه صاحب المخبز علي نقص الجرامات المحدوده من رغيف الخبز بشكل
مؤقت حتي حل المشكله كليا ومن لا يسامحه يتم حساب مقدار الخبز الذي ينقصه
ويتسلمه مع حصته
5. اذا رفض صاحب المخبز او لم يستطع يتم تداول الامر بشكل اكثر جماعيه
وحساب الارباح والخسائر في العمل علي نقل حصه الدقيق لاقرب مخبز اخر نثق في
صلاحه وربما يكون احد معسكرات الامن القريبة وذلك بعد استئذان صاحب المخبز
لانه هو من بذل الجهد للحصول علي الحصه من باب رد الفضل لاهله
كانت هذه خطه الخروج من الازمه كما عرضها عبدالله علي المسؤول الثاني عن
توزيع الخبز والذي يبدو انه قد وافق عليها مرغما وان كان قد عاد لاحقا في
نهايه اليوم وافاد عبدالله انه يري ان يترك الامر كما هو لبعض الوقت وافق
عبدالله علي رايه وفكر في تاجيل الامر لبعض الوقت
عاد عبدالله الي منزله وحاول ان يري مخرجا شاملا لمشكله الرغيف في مصر وما
يماثلها من دول العالم الاسلامي حاول عبدالله ان يراجع الارقام في
راسه....... مصر اكبر مستورد للقمح في العالم 8 ملايين طن سنويا تستوردها
مصر !! تنتج مصر 4 ارغفه من كل 5 ارغفه تستهلك في مصر ..... حققت مصر نصف
الاكتفاء الذاتي ! اسطح العمارات تتحول لمناشر لتجفيف الخبز المدعم والذي
يعبا فى اجوله بعد ذلك ويباع الكيلو بجنيه واحد هذا في كافه المدن المصريه
راي عبدالله بنفسه من ياخذ (وهي عائله من 5 افراد) يوميا حصته وحصه
جيرانه 120 رغيف كما راي شخص واحد او اسره من شخصين ياخذ 20 رغيف يوميا
ماذا يفعل الجميع يجفف الخبز ثم يفتته الي قطع صغيره في المدشات الصغيره
الموجوده في القري ويقدم علفا للطيور او ينثر علي العلف الجاف للمواشي او
يوضع في مزارع الاسماك أي ربما نصف ال 6مليارات جنيه التي تقدم دعما للرغيف
كل عام تذهب الي غير مستحقيها
لماذا وضعت الدولة6.6 مليار جنيه لدعم الخبز للفقراء كل عام وان كان جزئا
ليس صغيرا من هذا المبلغ يذهب سفريات للجاني ورشاوي وسيارات ومصاريف ولجان
متابعه .......الخ الا ان المبلغ وضع لدعم الفقراء فهل هذا المال يذهب لمن
يستحق ؟ وهل ينتفع منه فقط كل من له حق ؟ وهل يستعفف من لا يستحق ؟ وهل
يقوم الدعاه بتوضيح الرؤيه الشرعيه الفقهيه في هذا الامر ؟ وهل تقوم وسائل
الاعلام بدورها في توضيح الامر ؟ وهل تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بدورها
لمحاربه هذا الفساد وتقديم سبل للخروج من هذا النفق المظلم المدمر لاقتصاد
الدوله ؟
اخذ عبدالله يفكر في الامر واستغرق ذلك طوال الليل وطوال نهار اليوم التالي
وقابل في الصباح الباكر بعد صلاه الفجر صاحب المخبز مره اخري واخذ يتودد
اليه في الكلمات المغلفه بالحلول التدريجيه التي تؤدي الي ما طرحه علي
مسؤول التوزيع لعله يتقبل شيئا منها كما ترك الباب مفتوحا لمزيد من توصيل
ما يرغب لعله يرجع او يرفع جزء من الظلم
وكملت في راس عبدالله خطه الخروج المقترح من الازمه وقرر ان يصرخ باعلي
صوته في كل وسائل النشر المتاحه لتوصل افكاره هذه لبني وطنه وبني دينه
هدي الله عبدالله الي تقديم مقترح لبني بلدته وامته كمل يلي
اولا : تشكيل "لجنه توفير الخبز المحليه " وشتكيل " لجنه محو الفقر
المحليه " الاولي تتشكل من راغبي العمل العام في نطاق كل مخبز موجود في
الدوله والثانيه في نطاق كل مسجد من كبار رواد المسجد وبيان التفاصيل يلي
ذلك في ثانيا
ثانيا : تقوم لجنه توفير الخبز بالاعمال التاليه
1. دعوه المواطنين في النطاق الجغرافي للمخبز لكل من يرغب في الحصول علي
خبز يومي من المخبز ان يسجل اسمه في كشوف الخبز في المخبز ومقدار ما يحتاجه
يوميا من الخبز 5 او 10 او 20 رغيفا او اكثر
2. يقدم راغبي الحصول علي الخبز مبلغ من المال تحدده لجنه توفير الخبز وذلك
لشراء قطعه ارض بجوار المخبز وشراء مخبز للدقيق والقمح يسمح بتخزين كافه
حصه المخبز طوال العام وكذلك شراء وتجهيز مطحن صغير يكفي لطحن كميه الغلال
والحبوب اللازمه للطحن
3. يقوم راغبي الحصول علي الخبز لهذا المخزن المذكور اعلاه مقدار 300 كيلو
من القمح و150 كيلو من الذره او الشعير للمخزن كل عام مجزأه علي ثلاث او
اربع دفعات اذا ما اراد ان يحصل عشرون رغيف كل يوم من المخبز او نصف كميه
الحبوب لنصف كميه الخبز اليومي او ضعف كميه لضعف عدد الارغفه وهكذا
4. يدفع راغب الحصول علي الخبز يوميا الي المخبز مبلغ جنيه واحد ليحصل علي
عشرون رغيفا من الخبز كل رغيف مائه وعشره جرام كامل او نصف ذلك العدد او
اكثر او اقل حسبما قدم من الحبوب للتخزين وهذا المبلغ المدفوع يوميا جنيه
واحد او اكثر او اقل هو اجر المخبز عن التخزين والطحن وتجهيز الخبز للمواطن
5. تتولي الدوله تقديم الحبوب او نصفها او ربعها لغير القادرين في نطاق كل
مخبز وذلك بناء علي الكشوف الربع سنويه التي تقدمها لجنه محو الفقر المحليه
الواقعه في نطاق المخبز وترفع الاسماء او تجدد حسبما يؤول اليه الوضع في
عمل لجنه محو الفقر
6. تنشر تقارير مفصله عن نشاط وعمل اللجنه وحجم المخزون والخدمات المقدمه
اما لجنه محو الفقر المحليه فانها تقوم بالاعمال التاليه
1. تقييد كل الفقراء في سجلات خاصه باللجنه وفحص حالتهم وتقدير مدي فقرهم وذلك في النطاق الجغرافي للجنه
2. دراسه كل حاله مع صاحبها وبحث امكاناته في العمل ورغبته في الخروج من
الفقر واهم الخبرات التي يجيدها وبحث كم يلزمه من المال او الاتصال
بالمسؤولين او السلطات لبحث عمل مشروع صغير له يدر عليه دخلا مناسبا يخرجه
من قائمه اللجنه
3. توفير المال اللازم لتلك المشروعات من لجان الزكاه ومن الصدقات والتبرعات من القادرين في نطاق اللجنه الجغرافي
4. الاشراف الدقيق والمتابعه لكل مشروع لكل اسره حتي تخرج الاسره تماما من نطاق الفقر ومن كشوف اللجنه
5. الاحتفاظ بالسجلات لكل من يدخل نطاق عمل اللجنه او يخرج منها وتقديم
اسماء المستحقين للعون للدوله ولجنه توفير الخبز لحين خروجهم من القائمه
وكذلك اخطار الجهات بخروج الاسماء اولا باول ودخول الجديد وهكذا
6. الاتصال باللجان المماثله في كافه انحاء الدوله وتبادل المعلومات وعمل
مشروعات مشتركه ونقل ملفات واسر بين اللجنه ومثيلاتها ونقل الخبرات
7. النشر والدعايه لاعمال اللجنه من الجرائد للاذاعه المحليه ومحطات
التلفزيون المحليه وعمل الدعايه اللازمه لانشطه اللجنه ودعوه المجتمع
للمساهمه ماديا ومعنويا
8. نشر تقارير مفصله عن اعمال اللجنه نصف سنويه