(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)
الفرقان{63}
1-
إضافة هؤلاء العباد - الذين من أوصافهم ما ورد في هذه الآية - إلى الرحمن
سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتكريم وإلا فالخلق كلهم عبيدٌ لله عز وجل.
2-
أول صفة لهم هنا أنهم يمشون بسكينة وتواضع لا ذل فيه ولا خنوع ولا استكانة
ولا كبر ولا خُيلاء بل: قصدٌ واعتدال قال الله تعالى في وصية لقمان لابنه (
واقصِد في مشيكَ).
3- الصفة الثانية وهي ما سنركز عليه ( وإذا
خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا) أي قولٌ يسلمون به من الأذى وكما قال النبي
صلى الله عليه وسلم:
( شر الناس من تركه أو (ودعه) الناس اتقاء فُحشه!
وقيل أعرضوا وصفحوا وتصديقًا لذلك قوله سبحانه ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا )
وقوله ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) أو المراد بالسلام هنا
الانصراف عن الجاهلين وترك مُجادلتهم لأنهم لا يفقهون ولا يريدون الفقه
إنما أرادوا التطاول وصدق من قال:
ا ذا خاطبك لسفيه فلا تُجبـه .... فخير من إجابته السكوت!
فإنك إن كلمته فرجتَ عنـه..... وإن خليتإ ه كمـــداً يمـوت !
ومما نُسب أيضا للشافعي رحمه الله :
[]يخاطبني السفيه بكل قبح .. فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلماً .. كعود زاده الإحراق طيباً[/r]
ويقول آخر
ولقد أمر علي اللئيم يسبني .. فمضيت ثمت قلتُ لا يعنيني
ويقول آخر
ولكني اكتسيت بثوب حلم .. وجُنبتُ السفاهةَ ما حييتْ
سكتُ عن السفيه فظن أني .. عَييت عن الكلام وما عَييتْ
وخيرٌ من هذا كله قول العلي الحكيم:
(ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم)
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلني وإياكم
ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
آمين